Monday 17 December 2012

تدفق المعرفة من الحضارة الإسلامية إلى أوروبا


 عرفت الحضارة العربية الإسلامية مند العصر الوسيط ازدهارا كبيرا في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.وقد كان للدين الإسلامي دور كبير في هده الوضعية ,من خلال مبادئه التي تحث على العمل وتحصيل المعرفة والتدبر في الكون والحياة والبحث في القوانين الطبيعية,كما أن الإسلام  جعل من العلم فريضة على المسلم ورفع قدر العلماء,وخاطب العقل ووجهه نحو التفكر والإبداع .

      وعلى اثر الفتوح الإسلامية وتوسع المبادلات التجارية، احتك المسلمون بثقافات أخرى كالفارسية والإغريقية والهندية ,فعززوا معارفهم وأغنوها ثم شرعوا في إقامة المكتبات ونشر المعرفة ,حيث كان لهم السبق في مجال التعليم بإنشاء الجامعات  في العواصم والحواضر الكبرى كبغداد ودمشق وأهمها جامعة الأزهر بالقاهرة .
    وقد حضيت اللغة العربية في البداية باهتمام كبير  من طرف رواد العلوم اللغوية فتم وضع المعاجم والقواعد قبل الانتقال إلى حركة الترجمة إلى اللغات الأخرى.
  من جهة أخرى خلف العلماء المسلمون تراثا غنيا في مجال الآداب والعلوم خاصة في الطب والرياضيات  والفلك,حيث تم استغلالها في تدبير  الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمسلمين .أما في ما يخص فنون العمارة والزخرفة فقد اهتم المسلمون بتشييد المساجد والقصور وإقامة مدن جديدة  بمختلف مرافقها .مستعملين في ذلك مختلف فنون الزخرفة  والرسم والنقش .وفي الوقت الذي عرفت فيه الحضارة العربية الإسلامية ازدهارا كبيرا,كانت أوروبا تعيش على إيقاع  النظام الفيودالي  الذي كان مرتبطا بانعدام الأمن  خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية  وتوغل القبائل الجرمانية وخضوع بعض المناطق للسيطرة العربية الإسلامية  خاصة الأندلس و صقلية .
    وعلى اثر الاحتكاك الذي تم بين الأوروبيين والمسلمين سواء إبان الحروب الصليبية أو في الأندلس وصقلية أو من خلال التبادل التجاري بينهما, تأثرت أوروبا بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية.
       إذن فلإشكالية التي يطرحها هدا الموضوع تتمثل في مدى استفادة أوروبا مما نقله لها العرب والمسلمون ؟
فما هي القنوات التي من خلالها  تمكن الغرب من الاتصال بالحضارة العربية الإسلامية ؟ وما هي مختلف الميادين 
التي تجلى فيها الاحتكاك بين العرب والمسلمين  وأوروبا ؟


 -عن طريق الترجمة


اقترنت بداية النهضة لأوروبا بترجمة كتب العربية إلى اللاتينية وذلك راجع للتخلف الذي كانت تعيشه أوروبا في القرن 12م  مقارنة مع المسلمين .هدا التخلف جعلهم  لا يولون اهتماما  بشؤون العلم والثقافة .مما جعل دار الإسلام مصدرا للعلم والمعرفة للعديد من الأوروبيين كالكاهن الإفرنجي’جيربيرت’ الذي يعتبر أول من عرف الأوروبيين بالأرقام العربية لشدة ما اشتهر به اثر مقامه بالمدن الإسلامية,تقلد منصب البابوية  تحت اسم -سلفسترII_سنة 999م .تكاثر امثا ل هدا الشخص مع امتداد احتكاك المسلمين بالأوروبيين فكثر المترجمون  ومن أهمهم جيرارد الكريموني(1114-1187)الذي قدم من ايطاليا  إلى طليطلة لطلب العلم  فتعلم العربية وترجم إلى اللاتينية ما يناهز 70 مؤلفا .                                            في القرن 13  ازدادت حركة النقل إلى اللاتينية توسعا على يد ملك قشتالة  الفونسو العاشر (1252-1284م)الذي لقب بالحكيم لاهتمامه بالترجمة وسهره على تحصيل العلم.                

         

عن طريق الأندلس                       
تعتبر الاندلس من أهم الجسور التي ساعدت على انتقال الحضارة العربية الإسلامية  إلى أوروبا  بحكم المدة الطويلة التي حكم فيها العرب والمسلمون  هده البلاد  والتي تجاوزت ثمانية قرون .وتعد مدن طليطلة ,قرطبة ,قشتالة وغرناطة من أهم المراكز الأندلسية  التي كانت متشبعة بمظاهر الحضارة العربية الإسلامية ,حيث كان العديد من  الطلاب يفدون إليها للاطلاع على الكتب العربية  خاصة المترجمة إلى اللاتينية والمنقولة عن اليونان والفرس .حيث اشتهرت في هدا المجال مدرستا برشلونة و طليطلة التي تم اتخاذها كنافدة تطل مباشرة  على الحضارة العربية الإسلامية .
      من جهة أخرى لعب التجار والمهاجرون الدين يتنقلون بين بلاد الأندلس ومختلف بقاع البلاد العربية الإسلامية دورا مهما في انتقال الحضارة العربية الإسلامية إلى باقي أنحاء أوروبا المسيحية .هدا دون أن ننسى  الدور الذي كان يلعبه السفراء والمد جنين والموريسكيين واليهود في هدا المجال  ووقوع بعض المدن الإسلامية  تحت الحكم المسيحي تارة وعودتها للحكم الإسلامي تارة أخرى أو العكس .فماذا عن دور صقلية وجنوب ايطاليا؟


عن طريق صقلية وجنوب ايطاليا
            لما استولى العرب على جزيرة صقلية في عهد الاغالبة (مدة130عاما )عملوا على استغلال خيراتها المعدنية  وأقاموا علاقات مودة مع سكانها  الأصليين دون المس بعاداتهم وقوانينهم وحريتهم الدينية ,وكانت هذه المدة كافية  لنشر مبادئ الحضارةالعربية الإسلامية .وعندما استولى النورمانديون عليها خاصة في عهد الملك روجهII(1113-1154م)أبدى إعجابه بالحضارة الإسلامية  وتأثر بها بشكل كبير ,خاصة من خلا ل ارتدائه لعباءة  مكتوب عليها بالحروف العربية  والخط الكوفي .ويعتبر كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)من أهم الكتب التي تحدثت عن وصف  صقلية وجنوب ايطاليا .كما أن حركة الترجمة عرفت نشاطا كبيرا من خلال ترجمة العديد من الكتب في مجال الطب و الفلك ، بالإضافة إلى الآثار التي تركها العرب في صقلية خاصة القصور و المساجد والمصانع و التي اتخذها النورمانديون فيما بعد قدوة لصناعتهم. و سيتعزز احتكاك الغرب المسيحي بالشرق الإسلامي من خلال الحروب الصليبية.


عن طريق الحروب الصليبية
شكلت الحروب الصليبية فرصة كبيرة لالتقاء الغرب الأوروبي بالشرق الإسلامي ، فطيلة قرنين من الزمن التي بقي الصليبيون بالوطن العربي ، اقتبسوا الكثير من أساليب الحياة و المعرفة في كافة المجالات ، كما حصلوا على كثير من الكتب العربية، فساعد ذلك على ظهور روح البحث و دراسة الأقدمين ولآدابهم و فنونهم . كما أن الصدامات العسكرية بين المقاتلين المسلمين و المقاتلين الصليبيين مكنتهم من التعرف على العديد من الوسائل الحربية و الخطط التي يستعملها العرب.

إذن كانت هذه هي أهم القنوات و الجسور التي من خلالها تمكنت أوروبا من الاستفادة من الحضارة العربية الإسلامية في كافة مجالاتها الأدبية و الفنية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. 


"ULASAN"

assalammualaikum w.b.t

artikel ini telah membincangkan berkaitan dengan pengaliran pengetahuan tamadun Islam ke Eropah, dalam ulasan saya mengenai dengan artikel ini adalah ia membincangkan beberapa perkara berkaitan dengan cara pengaliran tersebut. yang mana mereka telah menggunakan pelbagai cara dan ialah satunya adalah dalam aktiviti terjemahan. Aktiviti terjemahan yang telah dilakukan adalah kebanyakan orang-orang eropah telah menterjemahkan buku-buku yang asalnya daripada bahasa arab ke bahasa mereka, yang mana tujuan perkara ini dilakukan untuk memudahkan orang-orang eropah membaca apa yang terkandung didalam buku-buku dan boleh diaplikasi bagaimana cara untuk menguasai bidang tersebut. 

selain daripada itu juga bagaimana tamadun Islam boleh ke Eropah dengan berlakunya Perang Salib kesan dari peperangan tersebut juga boleh menyebabkan pengaliran itu berlaku. dan ketika itu juga Andalusia adalah satu tempat yang bergiat aktif dalam aktiviti tersebut seperti menterjemah buku-buku yang sedia ada serta mengambil ilmu-ilmu yang telah dicipta dan dihasilkan oleh tamadun Islam. Jadi pengaliran pengetahuan tamadun Islam ke Eropah bukan perkara yang sukarela daripada umat Islam sendiri malahan mereka telah diancam pelbagai rintangan dan menyebabkan pengaliran tersebut berlaku.


No comments:

Post a Comment